التعاونيات: أقوى في أوقات الازمات

رسالة غاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات 2013

بيان | جنيف - سويسرا | ٠٥ يوليو, ٢٠١٣
يسر منظمة العمل الدولية أن تشارك المجتمع الدولي الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات.

يتضمن شعار هذا اليوم العالمي "المنشأة التعاونية تحافظ على قوتها أثناء الأزمات" مضموناً إيجابياً ويشجع على الثقة في زمن اهتزت فيه ثقة المنشآت الاقتصادية بشكل كبير وتراجع احترامها للقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية الأساسية.

فبسبب تأثرها وتعمقها نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية، تهدد أزمة عالم العمل التي تبدأ بالبطالة خصوصاً بين الشباب مروراً بعدم المساواة وغياب الإنصاف في سوق العمل والغياب الكبير للحماية الاجتماعية وأزمات الغذاء والوقود، وانتهاء بالتغير المناخي والكوارث الطبيعية، بتوليد اليأس، والعجز، والشعور المعمم بالظلم.

يمثل الاحتفال باليوم الدولي للتعاونيات رسالة تذكير إيجابية بأن التضامن يخلق القوة والقدرة على البناء، وبأن الأساليب الفعالة في التنظيم وممارسة الأعمال يمكن فعلاً أن تبنى على قيم العدالة والتضامن.

لقد نشأت المشاريع التعاونية في مختلف البلدان رداً على الأزمات ملبيةً احتياجات أعضائها بشكل مباشر، وهي قادرة على الوصول إلى أفقر الناس. ولا تزال المثل التعاونية اليوم تثبت فعاليتها في التجربة العملية.

وقد أظهرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل الدولية بعنوان "المرونة في أوقات التراجع الاقتصادي: قوة التعاونية المالية" أن أداء التعاونيات المالية تفوّق على أداء المصارف التقليدية للمستثمرين قبل الأزمة المالية العالمية لعام 2007-2008 وأثناءها وبعدها. ونوهت الدراسة باستقرار التعاونيات في المدى البعيد. والأهم أنها حافظت على تدفق القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة – المصدر الرئيسي لخلق فرص العمل.

وتنمو التعاونيات العمالية كرد على الوقائع الاقتصادية الجديدة، وتضاهي قدرتها على الحياة والاستمرار بل وتفوق قدرة الشركات التقليدية. كما أن التعاونيات استطاعت أن تجتاز اختبار الزمن عبر تقديم مجموعة من الخدمات الاجتماعية لأعضائها في حين تقدم تعاونيات المستهلك المساعدة في مجال تكاليف المعيشة.

وما يدعم استدامة المؤسسات التعاونية هو القيم والمبادئ التي تغني استراتيجية الأعمال، وقرب هذه التعاونيات من أعضائها، والممارسات التي تشجع تركيز المديرين على الخدمات وليس على الثروة الشخصية، والإدارة الديمقراطية، والتوجه بعيد المدى الذي يتمحور حول أمن الأعضاء. وهذه العوامل نفسها تفسر سبب طول عمر التعاونيات مقارنة بالمشروعات التقليدية.

وتتمتع توصية منظمة العمل الدولية لعام 2002 الخاصة بتشجيع التعاونيات بالراهنية اليوم ليس فقط في معالجة الأزمات المباشرة بل أيضاً في صياغة مستقبل العمل والمنشآت التي تجمع بشكل فعّال بين الكفاءة الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.

وفي ظل التركيز العالمي على تحديات التنمية المستدامة، تستطيع التعاونيات وينبغي عليها أن تلعب دوراً رئيسياً بصفتها منشآت إبداعية تمتد إلى مجالات جديدة ومبتكرة بدءاً بإعادة التدوير وانتهاء بالطاقة المتجددة، وتزود الناس بالمعارف والمواد الأولية التمويل والأسواق بأسعار منصفة مع أدنى تأثير على البيئة ومساهمة قيّمة بالانتقال العادل نحو تنمية مستدامة صديقة للبيئة. ونظراً لقيامها على القيم، فإن التعاونيات مؤهلة تماماً للعب دور الريادة في خلق فرص العمل اللائق في مرحلة انتقالية عادلة.

لقد أثبت النموذج التعاوني جدارته من خلال السعي إلى بناء مؤسسات مستدامة وتنمية مستدامة. وتتطلع منظمة العمل الدولية إلى توحيد القوى مع أسرة الأمم المتحدة والتحالف التعاوني الدولي في هذه الرحلة التعاونية.